م. فواز الحموري
حين دخلت الرأي حياتنا مع لحظات الوعي والقدرة على القراءة في عمر مبكر، ظلت الرأي ترحب بنا جيلا بعد جيل وتعلمنا معها القراءة الجادة لمحتوى ما تنشره الرأي وينساب ويناسب شغفنا بثقافة منوعة ومادة صحفية جادة.
منذ أربعين ونيف لدخول بوابة الرأي والكتابة في مجالات عدة منها الثقافة، المنوعات، الاقتصاد وحتى الرياضة وبعض المتابعات حتى سعدت بكتابة المقال المنتظم والمنظم على صفحات الرأي الغراء من خلال منبر الرأي العزيز علي ما برحت التجوال في أي مكان آخر.
اليوم وبعد رحلة من الكتابة في الرأي، أرجع وأعود للبدايات وإلى حلم تجاوز الموهبة ليستقر في بساطة اجتهاد المحاولة ومراجعتها من قبل والدي - رحمه الله - وتبييضها أكثر من مرة لتوضيح الخط حيث لم يكن متاحا بعد الكمبيوتر وسرعة ارسال المحاولة عبر المسافات، كنا نمشي لمبنى الجريدة ونضع المحاولة في مغلف ونودعها عند الاستقبال ومأمور الهاتف (عند ابي الرائد وابي سليم) أو تسليمها لحاتم، إلى أن تعرفنا وسمح لنا الصعود إلى الطابق الأول والتعرف على العديد ممن تعلمنا منهم أصول الكتابة والمثابرة والجرأة للبوح بما نريد.
تاريخ 2/6/1971 عنوان وطني لمسيرة صحفية وإعلامية رائدة حمل أمانتها ورسالتها كوكبة من حماتها والمحافظين عليها، انتقل بطبيعة الحال عدد منهم إلى ذمة الله ورحمته وما يزال البعض الآخر ساهرين لخدمتها والبقاء على عهد الكلمة والموقف والرأي مثلما ينبغي من العزة والكرامة والمجد.
عبر سنوات الرأي معنا، ثمة الكثير من الشهادات الحية عن تفاصيل وطنية خلدتها الرأي وعلى صفحاتها وبأقلام روادها من المفكرين وأهل الثقافة ومهنة المتاعب ومن الأسماء والرموز والقامات الوطنية والتي قادها وصفي التل وحمل اللواء من بعده الأوفياء والأعزاء بحرص واهتمام.
عبر ذلك المساء من عام 1981 وبداية الكتابة في الرأي وبشكل منتظم، أعود لتوصية أستاذي المرحوم د. سليمان عربيات والذي كان عاشقا وكاتبا في الرأي بأن أذهب لمقابلة الأستاذ الفاضل هاشم خريسات في الرأي واعرض عليه المحاولات للكتابة ليظهر بدعمه المقال الأول » درس جغرافيا » وأذكره تماما كأنه الآن ينشر بحبر المطبعة مع خيوط الفجر الأولى والقراءة الأجمل في زاوية «منبر الرأي ».
أسماء فاضلة قدمت لي النصح والتوجيه خلال سنوات المحاولة والاجتهاد مع الرأي عند اللقاء وما يزال فضلهم حاضرا في النفس بمقدار كبير من الاحترام والتقدير والامتنان والعرفان ومنهم بحفظ الألقاب: عبد الله حجازي، عمر عبندة، عبد الرحمن العبوشي، علي أبو طبنجة، إبراهيم العجلوني، كارولين فرج، أحمد سلامة، محمود برهومه، احمد المصلح، حيدر مدانات، نظمي السعيد، خليل الشوبكي، رداد القرالة ومن قبل محمود الكايد ورؤساء التحرير ممن تعاقبوا على قيادة الرأي الغالية.
الرأي مدرسة سياسية وفكرية وإعلامية ومهنية بامتياز وحرفية تعلمنا معها وأنا بالذات ثقافة الصبر وتكرار المحاولة وتجويدها والثقة بحكم وقرار القارئ ومتلقي الرسالة ومتابعته وتعليقه ونصحه وملاحظته وكذلك توجيهات إدارة التحرير ورسالة الرأي ورؤيتها وفلسفتها الإعلامية وشخصيتها الاعتبارية.
اتشرف وبشكل منتظم الإطلالة عبر صفحات الرأي ومع جيران من الكتاب وأصحاب الفكر والخبرة والتخصص المنوع، وكم توطدت علاقة الصداقة بيننا عبر تجربة كتابة المقال المنتظم والذي يأخذ الكثير من الوقت والتفكير والمراجعة قبل إرساله للمحرر المسؤول والذي ندين له بفضل التشجيع والدعم والاهتمام وسرعة الاستجابة.
الرأي تشرع عاما جديدا معنا من الأمل والرجاء بأن يكون القادم أفضل وأوفر ظرفا للكتابة عن محطات جديدة من الحياة وبألوان من النصر والعافية والصحة والتوفيق والمنعة جراء الكتابة الجادة والمسؤولة.
كل عام والرأي حاضرة في الوجدان، نبدأ الصباح بها ومشروعنا للبداية كل نهار أردني
جديد وجميل ورائع مثل الرأي تماما، كل عام والرأي بألف خير.
[email protected]